شروط المجتهد في الشريعة الاسلامية ..

من مقدمة محقق كتاب ارشاد النقاد الى تيسير الاجتهاد للعلامة محمد بن اسماعيل الامير الصنعاني رحمه الله ـ 1099هـ الى 1182هـ .
قال محقق الكتاب في مقدمته فان الاجتهاد يعطي الشريعة خصوبتها وثرائها ، ويمكنها من قيادة زمام الحياة الى ما يحب الله ويرضى ، دون تفريط في حدود الله ، ولا تضييع لحقوق الانسان . وذلك إذا كان اجتهادا صحيحا مستوفيا لشروطه ، صادرا من اهله في محله .
شروط المجتهد :-
الاول ـ العلم بالقرآن الكريم عامة وبآيات الأحكام خاصة .
لأن القرآن الكريم اساس الدين ، ومصدر التشريع الاسلامي ، وحجة الله البالغة في كل عصر ومصر . وهو كل الشريعة واصل اصولها ، وهو السجل المبارك الذي تناول الاحكام - إلا قليلا منها ـ بطريقة يزينها طابع الجمال ، ويلغب عليها الاجمال .
ويمكن تقسيم هذه الاحكام الى ثلاثة اقسام :
القسم الاول : احكام تتعلق بالعقيدة . كالايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وبالقدر...
القسم الثاني : احكام تتعلق بتهذيب النفس وتقويمها ...
القسم الثالث : احكام تتعلق باقوال وافعال الملكفين وهي نوعان :
- النوع الاول : عبادات : كالصلاة والصيام والحج و..... لتنظيم علاقة الفرد بربه .
- النوع الثاني : معاملات :
أ- أحكام متعلقة بالاسرة ، او بمسائل الاحوال الشخصية من نكاح ، وطلاق ، وخلع ، وظهار ، ولعان و....
ب- أحكام متعلقة بمعاملات الأفراد المالية ، من بيع وشراء ، ورهن ، و....
ج- أحكام متعلقة بالقضاء والشهادة واليمين ...
د- أحكام متعلقة بالجرائم والعقوبات ...
ه - احكام متعلقة بنظام الحكم ، ومدى علاقة الحاكم بالمحكوم ، وبيان حقوق وواجبات كل منها .
و- أحكام متعلقة بمعاملة الدولة الاسلامية للدول الأخرى ، ومدى علاقتها بها ، ونوع هذه العلاقة في السلم والحرب ...
ز- أحكام متعلقة بالاقتصاد وتحديد موارد الدولة ومصارفها ، وبيان حقوق الافراد في اموال الاغنياء ...
واخيرا مما يتضمن العلم بالقرآن الكريم :
1- معرفة أسباب نزول الآيات .....
2- معرفة الناسخ والمنسوخ من القرآن ...

ثانيا : العلم بالسنة المطهرة عامة وبأحاديث الاحكام خاصة .
لأن السنة هي التي فصلت الغروع ، واتمت بيان الكثير منها وهي التي وضعت القواعد ليبني عليها ما يجد للناس من أحداث ...
وقد اعتنى العلماء اعتناءً بالغا بالحفاظ عليها ،فألفوا المصنفات العديده فيها : كالجوامع والسنن والمسانيد والمستخرجات وغيرها .. كما صنفوا كتبا تبين قواعد وقوانين قبول ورد الروايات المذكورة في كتب السنة ، وتوضيح مختبلف العلوم المتعلقة باسانيدها ومتونها ، واخيرا مما يتضمن العلم بالسنة .
1- معرفة أسبات ورود الحديث .
2- معرفة الناسخ والمنسوخ من الحديث .

ثالثا : العلم باللغة العربية :
من نحو وصرف ومعان وبيان وأساليب .. لأن الكتاب والسنة عربيان ، فلا يمكن استنباط الأحكام منها الا بفهم كلام العرب إفرادا وتركيبا ، أو معرفة معاني اللغة العربية وخواص تراكيبها . ولا يشترط ان يكون حافظا لها عن ظهر قلب ، بل تكفي القدرة على استخراجها من مظانها ومؤلفاتها .

رابعا : الشرط الرابع : العلم بمواضع الاجماع :
العلم بمواضع الاجماع حتى لا يفتي بخلافه ، كما لابد من معرفة اختلاف الفقهاء من الصحابة والتابعين ليعرف الأقيسة الفقهية ، ويوازن فيها ، ونتهى الى معرفة أسلمها واحكمها ، وأن يعرف وجوه القياس وشرائطه المعتبرة ، وعلل الأحكام وطرق استنباطها من النصوص ومصالح العباد ، واصول الشرع الكلية .

وعليه ان يعرف العموم والخصوص ، والمجمل والمبين ، وما يقتضيه الأمر والنهي من الوجوب والحظر والفور والتراخي ...

والخلاصة ا ن يلم بعلم اصول الفقه ، الذي يبين للناس كافة أن هذه الشريعة لها أُسسها وقواعدها في التشريع والتقنين ، ولها طرفها وناهجها في استخراج هذا التشريع وهذا التقنين ...

الشرط الخامس : العلم بمقاصد الشريعة . التي لأجلها أنزل الله الكتاب وبعث الرسل ، وفصل الاحكام :
وقد بين الله تعالى المقصد الاسمى لرسالة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال تعالى في سورة الانبياء : الآية 107 ( وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين ) هكذا بصيغة الحصر ، وقال تعالى في سورة النحل : الآية 89 ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدىً ورحمةً وبشرى للمسلمين ) .
فالشريعة انما جاءت لرعاية مصالح البشر المادية والمعهنوية ، والفردية والاجتماعية . رعايةُ قائمة على العدل والتوازن ، بلا طغيان ولا إخسار ، وهذه الرعاية تشمل المصالح في رتبها الثلاث : الضروريات ، والحاجيات ، والتحسينات ، وما يكملها وما يتبعها من درء المفاسد والمضار بلك مراتبها ...

ولهذا اقل ابن قيم الجوزيه رحمه الله في كتابه اعلام الموقعين :
( ان الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح الغباد في المعاش والميعاد وه عدل كلها ، ورحمة كلها ، ومصالح كلها ، وحكمة كلها ، فلك مسألة خرجت عن العدل الى الجور ، وعن الرحمة الى ضدها ، وعن المصلحة الى المفسدة ، وعن الحكمة الى العبث فليست من الشريعة ، وإن أدخلت فيها بالتأويل )

الله يجزاك كل خير

ومشكوووووووووووووور

عدد الرسائل : 8 تاريخ التسجيل : 02/04/2008

شكراً

جزاك الله خير